الأهلي يعيد الثقة لمشروع الكرة السعودية- دروس وعبر للمستقبل

المؤلف: خالد السليمان09.18.2025
الأهلي يعيد الثقة لمشروع الكرة السعودية- دروس وعبر للمستقبل

بعد سلسلة من الإخفاقات المتتالية للمنتخب السعودي، استطاع النادي «الأهلي» أن ينقذ ماء وجه المشروع الرياضي الطموح لكرة القدم في المملكة، وتتجه الأنظار الآن نحو فريق الهلال، الذي نأمل أن يقدم أداءً باهراً ولافتاً في نهائيات كأس العالم للأندية هذا الصيف. فالأموال الطائلة التي صُرفت على مشروع تطوير كرة القدم السعودية، سواء لدعم وتحسين أداء المنتخب الوطني أو لاستقطاب النجوم العالميين إلى فرق الدوري، يجب أن تُترجم إلى حضور قوي ومشرف في المنافسات المختلفة وتحقيق الألقاب والبطولات المنشودة!

من الأهمية بمكان الاعتراف الصريح والصادق بأخطاء المشروع، سواء تلك المتعلقة بعمليات الاستقطاب أو باستحواذات الصندوق. فمن الضروري معالجة أوجه القصور والتعثر، ومراجعة الأخطاء بشكل جذري وشامل، والتخلص من بعض الأسماء الإدارية والفنية الأجنبية التي تم استقدامها للاستفادة من خبراتها، والتي كانت استفادتها – للأسف الشديد – مادية بحتة دون تقديم أي قيمة فنية ملموسة!

لقد أظهرت تجربة الصندوق في بعض الأندية افتقاراً واضحاً للخبرة والكفاءة في مجال الإدارة الرياضية، وكانت النتيجة في بعض الأحيان إهداراً للوقت والمال على حد سواء. فالإدارة الرياضية تحتاج إلى خبرة عميقة وتمرس واسع، خاصة في قطاعنا الرياضي الذي يحتاج إلى إعادة تأهيل شاملة وجذرية بعد عقود من العمل التي قامت على نفوذ ودعم وتحكم أعضاء الشرف في القرارات والتعاقدات. لذلك، فإن مرحلة التحول الحالية تتطلب مزيجاً متوازناً يمنع وجود فجوة تكون نتائجها وخيمة وكارثية، كما حدث في بعض أندية الصندوق!

في النادي الأهلي، كان لضغط الجمهور دور حاسم في تصحيح الأوضاع وسد الثغرات في احتياجات الفريق الفنية، مما ساهم في تأهيل الفريق للمنافسة بقوة في البطولات الآسيوية. ولكن، كم من الأموال والوقت الثمين أُهدر في هذا التصحيح؟ والأمر ذاته ينطبق على نادي الاتحاد، الذي عانى الأمرين في الموسم الماضي في كأس العالم، ثم عاد هذا الموسم ليتصدر المشهد الرياضي المحلي بعد تصحيح مساره وتعديل أوضاعه. أما في نادي النصر، فقد شهدنا تعثراً واضحاً أدى إلى تغيير إداري متأخر تحت ضغط الجماهير الغاضبة. بل إن الحضور الجماهيري الكبير الذي رافق وجود النجم العالمي كريستيانو رونالدو خلال أول موسمين له قد تضاءل بشكل ملحوظ، في مؤشر واضح على فقدان الجمهور للثقة في واقع ناديهم. وهو مؤشر خطير يجب التوقف عنده ملياً، لأنه مرتبط بشكل مباشر بأهداف تسويق الدوري السعودي على المستوى العالمي من خلال أهم لاعب في تاريخ كرة القدم. أما فريق الهلال، فينتظره مشاركة هامة ومصيرية في كأس العالم، وهو يمثل فيها الكرة السعودية بأكملها، ويجب أن ينهض سريعاً من كبوته الحالية، فالإنجازات التي تحققها الأندية في المشاركات الخارجية تُسجل باسم الوطن الغالي!

باختصار شديد.. لقد أعاد النادي الأهلي الثقة في المشروع الرياضي برمته، وقدم للجماهير السعودية فرحة طال انتظارها!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة